هل يجوز إعطاء الزكاة للأقارب؟ (الأخ، الأخت، العم، الخال)

الزكاة للأقارب
الزكاة للأقارب

مقدمة: عندما تجتمع الزكاة وصلة الرحم

مع حلول موعد إخراج الزكاة، يبدأ المسلم بالبحث عن مستحقيها من حوله، وغالبًا ما يتبادر إلى ذهنه الأقارب المحتاجون. وهنا يظهر سؤال شرعي واجتماعي مهم: هل يجوز إعطاء الزكاة للأقارب؟ هل يمكن دفع الزكاة للأخ المحتاج، أو الأخت الأرملة، أو العم المريض؟

الشريعة الإسلامية لا تمنع ذلك، بل ترغب فيه، وتعده صدقة وصلة رحم في آن واحد، بشرط تحقق ضوابط واضحة سنشرحها في هذا المقال، لنوضح من يجوز إعطاؤه الزكاة من الأقارب ومن لا يجوز، مع ذكر أمثلة عملية لتوضيح الأحكام.

القاعدة الذهبية: الزكاة للأقارب أجران في عمل واحد

الفقهاء أجمعوا أن إعطاء الزكاة للقريب المحتاج أفضل من إعطائها للغريب، لأن فيه أجرين: أداء فريضة الزكاة، وصلة الرحم.

وقد قال النبي ﷺ: “الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم صدقة وصلة” [رواه الترمذي]. وهذا يشمل الزكاة الواجبة عند جمهور العلماء.

شروط جواز الزكاة للأقارب

1. أن يكون القريب من مستحقي الزكاة:

يجب أن يكون فقيرًا أو مسكينًا أو غارمًا أو من ضمن الأصناف الثمانية المذكورة في القرآن. لا يجوز إعطاء الزكاة لغني أو من لا يحتاجها.

2. ألا يكون من الذين تجب نفقتهم عليك:

مثل الوالدين، الأبناء، والزوجة. هؤلاء يجب الإنفاق عليهم من المال الخاص، وليس من الزكاة.

من هم الأقارب الذين لا يجوز إعطاؤهم الزكاة؟

  • الوالدان والأجداد: تجب عليك نفقتهم إذا كانوا محتاجين.
  • الأبناء والأحفاد: يجب الإنفاق عليهم من مالك الخاص.
  • الزوجة: لا يجوز إعطاؤها من الزكاة لأنها مكفولة بنفقتك.

من هم الأقارب الذين يجوز إعطاؤهم الزكاة؟

  • الأخ أو الأخت: إن كانوا محتاجين ولا تجب عليك نفقتهم، فالزكاة لهم جائزة ومستحبة.
  • العم أو العمة: يجوز دفع الزكاة لهم إن كانوا فقراء.
  • الخال أو الخالة: إن كانوا من أهل الحاجة، يُستحب إعطاؤهم.
  • أبناء الأخوة أو الأخوات، وأبناء العم والخال وغيرهم.

مثال عملي على الزكاة للأقارب:

“خالد” لديه الحالات التالية في عائلته:

  • أب فقير: لا يجوز إعطاؤه الزكاة، بل يجب عليه الإنفاق عليه.
  • ابن جامعي بلا دخل: لا يجوز إعطاؤه من الزكاة.
  • أخت أرملة تعول أطفالًا: يجوز بل ويُستحب إعطاؤها من الزكاة.
  • عم مريض دخله ضعيف: يجوز إعطاؤه من الزكاة وله أجران.

هل يجوز للمرأة أن تعطي زكاتها لزوجها؟

نعم، يجوز للمرأة الغنية إعطاء زكاة مالها لزوجها إذا كان فقيرًا أو مديونًا، لأن نفقة الزوج ليست واجبة عليها. وقد ورد في الحديث أن النبي ﷺ قال لزينب زوجة عبد الله بن مسعود: “لك أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة”.

خلاصة فقه الزكاة للأقارب وأثرها في صلة الرحم

إعطاء الزكاة للأقارب المحتاجين يُحقق مقصدين عظيمين: أداء فريضة الزكاة، وتقوية الروابط الأسرية. ولكن لا بد من التزام الشروط: أن يكون القريب مستحقًا، وألا يكون ممن تجب عليك نفقته.

بتطبيق هذه الضوابط، يمكنك أن تجعل من زكاتك وسيلة للتقرب من الله وصلة رحم تقوي الأسرة وتدعم المجتمع.

Scroll to Top